جاء الإسلام رحمة للعالمين وليخرجهم من عبادة الأوثان، ومن عبوديّة العقل للجسد وغرائزه لرقيّ الجسد إلى الروح وسمائها، فتحقّق في الإسلام السموّ الذي كانت تفتقدهُ البشريّة في عصور الضلال والانحراف والتيه الذي مرّت به، ولم يعرف التاريخ رسالةً أشمل وأعظم من رسالة الإسلام، وهي الرسالة الأبديّة التي أنزلها الله مع كلّ أنبيائه ورسله، فكانوا يدعونَ الناس دوماً إلى خلع ما يعتقدونهُ من هيمنة الحجر على البشر ومن ألوهيّة الصنم والتمر والخشب، إلى فلك التوحيد والإيمان بالخالق الذي لا حدود لقدرته ولا تناهي لعظمته جلّ جلاله.
كما لم يعرف التاريخ رسالةً أعظم من الإسلام، فإنَّ التاريخ لم يعرف فاتحاً ولا قائداً أعظم من رسول الله مُحمّد عليه الصلاة والسلام، فهوَ النبيّ الذي ختمَ الله بهِ الأنبياء، وهوَ الذي أخرجنا الله بهِ من ظُلمات الدنيا إلى نور الدنيا والآخرة، ولكونه النبيّ العظيم والرسول القائد حقّ علينا أن ندرس سيرته وأن نعرف عن حياته وعن شخصيّته وعن أبرز ملامح الفترة الزمنيّة التي عاشها، ولا يكون هذا إلّا بدراسة السيرة النبويّة ومعرفة الحياة العامّة والخاصّة للنبيّ الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
السيرة النبويّةهي التأريخ والتأصيل الزمنيّ لجُملة الأحداث والوقائع التي كانت في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهيَ الدراسة الخاصّة بالنبيّ محمّد عليه الصلاة والسلام من حيث أخلاقه وشمائله المحمديّة ونسبه الشريف ودلائل النبوّة التي حباه الله بها، وكلّ ما يتعلّق بها من أحداث وغزوات فهذا من صميم السيرة النبويّة.
أهميّة دراسة السيرة النبويّةالمقالات المتعلقة بأهمية دراسة السيرة النبوية